كوبا أميركا: منتخبات ربع نهائي تحت المجهر
تتفاوت مستويات المنتخبات المتأهلة إلى دور الثمانية لبطولة كويا أميركا 2015.
فرضت تشيلي نفسها الطرف الأخطر في بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها على أرضها، وذلك استناداً إلى ما قدمته بين جماهيرها في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات.
وتبدو الظروف ملائمة أمام تشيلي لمحاولة الوصول أقله إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1987 والخامسة في تاريخها ومحاولة الفوز بلقبها في ظل وجود الثنائي أرتورو فيدال وألكسيس سانشيس، خصوصاً أنها ستتجنب مواجهة الأرجنتين والبرازيل في نصف النهائي.
وبلغت تشيلي بقيادة مدربها الأرجنتيني خورخي سامباولي الدور ربع النهائي من البطولة القارية بعد أن تصدرت مجموعتها الأولى برصيد 7 نقاط، وكانت الطرف الوحيد الذي يفوز بفارق أكثر من هدف وقد حققت ذلك مرتين أمام الإكوادور (2-صفر) ثم بوليفيا (5-صفر).
لكن سيكون بانتظار أصحاب الضيافة مواجهة صعبة في ربع النهائي ضد الأوروغواي حاملة اللقب رغم أن الأخيرة تفتقد إلى نجمها لويس سواريز الموقوف ودييغو فورلان المعتزل دولياً وتأهلت إلى ربع النهائي في المركز الثالث ضمن مجموعتها الثانية خلف الأرجنتين والباراغواي.
فرض فريق سامباولي نفسه كأفضل قوة هجومية في البطولة حتى الآن بتسجيله 10 أهداف في ثلاث مباريات، بينها ثلاثة لفيدال الذي لم يتأثر بما حصل معه الثلاثاء الماضي حين احتجز في أحد مراكز شرطة سانتياغو بعد أن تعرض لحادث سير وهو في حال سكر.
وبوجود فيدال إلى جانب ألكسيس سانشيس وإدواردو فارغاس وبمؤازرة الجمهور الشغوف، بإمكان تشيلي الذهاب حتى النهاية وتخطي عقبة الأوروغواي التي بدت حتى الآن بعيدة كل البعد عن الفريق الذي توّج باللقب للمرة الخامسة عشرة في تاريخه.
وبدأ فريق المدرب أوسكار تاباريز متأثراً تماماً بافتقاده لسواريز الموقوف تسع مباريات دولية بسبب عضه الإيطالي جورجيو كييليني خلال الدور الأول من مونديال البرازيل 2014، ولغياب فورلان الذي سجل هدفين من أهداف بلاده الثلاثة في نهائي 2011 ضد الباراغواي، فيما كان الثالث لسواريز بالذات.
تعتمد الأوروغواي الذي فازت على تشيلي 1-صفر في نهائي البطولة القارية عام 1987 وفي الدور نصف النهائي لنسخة 1999 بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، في سعيها لإحراز لقبها السادس عشر على مهاجم باريس سان جيرمان إدينسون كافاني لكن الأخير لم يرتق حتى الآن إلى مستوى الطموحات ولم يجد طريقه إلى الشباك في أي من المباريات الثلاث.
أما بالنسبة للكبيرين الأخرين، أي المنتخب الارجنتيني وغريمه البرازيلي، فتصدر الأول مجموعته الثانية برصيد 7 نقاط وسيتواجه في ربع النهائي مع كولومبيا ثالثة المجموعة الثالثة في اختبار صعب للغاية بالنسبة لليونيل ميسي ورفاقه في "لا البيسيليستي" الذين لم يرتقوا حتى الآن إلى مستوى الطموحات ليس لأنهم يفتقدون إلى الخيارات الهجومية، بل لأن المدرب خيراردو مارتينو لم يتوصل حتى الأن إلى التركيبة الناجحة.
وإذا كان التعادل مع الباراغواي (2-2) والفوز على الأوروغواي (1-صفر) نتيجتين "مقبولتين" أمام منافسين كبيرين، فإن الفوز على جامايكا المتواضعة التي تشارك للمرة الأولى كممثلة لاتحاد الكونكاكاف إلى جانب المكسيك، بنتيجة 1-صفر يظهر معاناة خيراردو في إيجاد الطريقة المثلى لتحرير هجومه وبالأخص ميسي الذي اكتفى بهدف واحد جاء من ركلة جزاء في المباراة الأولى ضد الباراغواي.
ما هو مؤكد أن النتيجة هي الأهم، وقد نجح مارتينو في قيادة بلاده إلى الدور ربع النهائي وهو يأمل أن تواصل مشوارها نحو اللقب الأول منذ 1993 والخامس عشر في تاريخها لكن المهمة لن تكون سهلة على الاطلاق في مواجهة خاميس رودريغيز ورفاقه في المنتخب الكولومبي.
وفي حال تمكن ميسي ورفاقه من تخطي كولومبيا خاميس رودريغيز وراداميل فالكاو اللذين لم يقدما المستوى المطلوب حتى الآن، فسيكون بانتظارهم مواجهة من العيار الثقيل في الدور نصف النهائي مع الغريم البرازيلي، المتوّج باللقب في 8 مناسبات آخرها عام 2007، لكن "سيليساو" يخوض بدوره اختباراً صعباً مع الباراغواي وصيفة البطلة بغياب نجمها نيمار الذي أوقف لأربع مباريات وانتهت بالتالي مغامرته في البطولة القارية.
انتظرت البرازيل حتى الجولة الأخيرة لحجز بطاقتها إلى الدور ربع النهائي بفوزها على فنزويلا 2-1 بغياب نيمار الذي تابع المباراة من المدرجات بعد أن فقد أعصابه في نهاية المباراة التي خسرها رجال دونغا أمام كولومبيا (صفر-1) في الجولة الثانية ما تسبب بطرده وبحرمان بلاده من جهوده وتقليل حظوظها بتعويض خيبة مونديال الصيف الماضي على أرضها حين تعرضت لهزيمة مذلة أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي (1-7) ثم في مباراة المركز الثالث أمام هولندا (صفر-3) بغياب نجم برشلونة الإسباني أيضاً بعد تعرضه لكسر في ظهره في أواخر مباراة الدور ربع النهائي ضد كولومبيا بالذات.
أما في ما يخص منتخبات "الصف الثاني" وعلى رأسها الباراغواي التي حلت ثانية في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط، فبإمكانها أن تحقق مفاجأة مماثلة لنسخة 2011 في ظل تألق لوكاس باريوس (هدفان) واستعادة نيلسون هايدو فالديز لشبابه لكن ما يقلق "غوارانيس" خط دفاعه الهش، علماً بأن هذا المنتخب الحالم بلقبه الأول منذ 1979 والثالث في تاريخه بلغ النهائي في النسخة الماضية دون أن يفوز بأي مباراة (3 تعادلات في الدور الأول ثم تخطى البرازيل وفنزويلا بركلات الترجيح في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.
ومن جهتها، أنهت البيرو الدور الأول في المركز الثاني ضمن المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط، وفي ظل وجود لاعبي الخبرة مثل باولو غيريرو وجيفرسون فارفان وكلاوديو بيتزارو فبإمكانها تخطي عقبة بوليفيا وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1997 قبل أن تصطدم بمواجهة محتملة مع تشيلي المضيفة.


Rate this posting:
{[['
'],['
']]}
Rate this posting: 

{[['
']]}

0 التعليقات :
إرسال تعليق