أضواء على تاريخ جائزة بريطانيا الكبرى للفورملا واحد
تعود الفرق المشاركة في بطولة العالم للفورملا واحد للتنافس مجدداً على لقب جائزة بريطانيا الكبرى 2015 على حلبة سيلفرستون العريقة والتي شهدت انطلاقة البطولة العالمية موسم 1950.
تتجه الأنظار هذه المرة نحو الأراضي البريطانية والتي ستستضيف جائزة بريطانيا الكبرى بنسختها السبعين على حلبة يبلغ طولها 5.891 كلم حيث يجري عليها السائقون 52 لفة ليجتازوا 306.198 كلم كمسافة إجمالية للسباق ويحتفظ الأسترالي مارك ويبر بالرقم القياسي لأفضل لفة على مسارها بزمن دقيقة و 33.401 ثانية سجله موسم 2013 عندما كان يقود لصالح فريق إنفينيتي ريد بول النمساوي.
الظهور الأول للجائزة البريطانية كان في السابع من شهر يوليو عام 1926بمنطقة بروك لاندز في سباق امتد 110 لفات واستمر 4 ساعات كاملة. وتمكنت بختامه ثلاثة سيارات فقط من الوصول لخط النهاية. كما أقيمت النسخة الثانية في العام التالي مباشرة لكن في شهر أكتوبر قبل أن يتوقف السباق حتى نهاية عام 1947.
وعادت الجائزة موسم 1948 لتقام بنسختها الثالثة ولكن هذه المرة في سيلفرستون وعلى حلبة شيدت بالأساس كمهبط للطائرات الحربية لكنها تحولت لحلبة بعد الحرب العالمية الثانية، واستضافت في العام التالي مباشرة النسخة الرابعة والأخيرة خارج نطاق البطولة وشهدت هاتين النسختين فوزاً للصانع الإيطالي مازاراتي.
وانطلقت بطولة العالم للفورملا واحد موسم 1950 من هذه الحلبة بإقامة النسخة الخامسة من الجائزة البريطانية ولم تغب شمسها عن البطولة حتى يومنا هذا يشاركها في السجل جائزة إيطاليا الكبرى، وعلى مدار السنوات الخمس والستين الماضية تنقلت الجائزة البريطانية بين ثلاث حلبات هي آينتري وبراندز هاتش وسيلفرستون فكانت حصة الأولى 5 جوائز والثانية 12 جائزة فيما تحتفظ سيلفرستون بحصة الأسد مع استضافتها للجائزة 48 مرة، وبحساب الأرقام القياسية يعد البريطاني جيم كلارك والفرنسي آلان بروست أكثر السائقين فوزاً بلقب الجائزة البريطانية حيث حقق كل منهما ذلك في خمسة مناسبات أما على صعيد الصانعين فتعد فيراري الأكثر فوزاً مع 15 انتصاراً بينما يتخلف عنها فريق مكلارين بانتصار وحيد.
شهدت جائزة عام 1951 تحقيق فريق فيراري أولى انتصاراته على ساحة الفورملا واحد عن طريق سائقه الأرجنتيني خوسيه فلوريان غونزاليس كذلك كان انطلاق السائق من مركز الإنطلاق الأول هو الأول على ساحة البطولة للفريق الإيطالي. أما جائزة عام 1957 والتي أقيمت في آينتري قرب ليفربول فقد شهدت فوز سائقين معاً بالجائزة وهما البريطانيان توني بروكس وستيرلينغ موس على اعتبار أنهما يتشاركان بقيادة نفس السيارة وكانت تلك المرة الثالثة والأخيرة في تاريخ الجوائز الكبرى التي تشهد فوز سائقين معاً بنفس الجائزة.
شهدت جائزة عام 1959 تسجيل السائق البريطاني بروس مكلارين أسرع لفة في السباق ليصبح أصغر سائق يتمكن من تحقيق ذلك وكان عمره وقتها 21 عاماً و 322 يوماً وبقي هذا الرقم صامداً لمدة 44 عاماً إلى أن تمكن الاسباني فرناندو ألونسو من كسر الرقم بفارق يوم واحد فقط حيث تمكن من تحقيق أسرع لفة في جائزة كندا الكبرى عام 2003.
جائزة عام 1970 شهدت حادثاً طريفاً تعرض له الأسترالي جاك برابهام على متن سيارة برابهام فورد والذي كان يقود الصدارة حتى اللفة الأخيرة والتي شهدت نفاذ الوقود من سيارته لتبطئ من سرعتها الأمر الذي سمح للنمساوي يوخن ريندت بتجاوزه وتحقيق الفوز لكن الأسترالي تمكن من اجتياز خط النهاية بعد معاناة في المركز الثاني.
سباق عام 1973 شهد مشاركة 29 سيارة خرجت 11 منها في اللفة الأولى ليتوقف السباق وتعاد انطلاقته مرة ثانية بمشاركة 18 سيارة فقط. بينما شهد العام التالي مشاركة السائق الإيطالي لولا لومباردي بسيارة برابهام فورد حملت الرقم 208 وهو الرقم الذي يشير لطول موجة إذاعة راديو لوكسمبورغ الراعي الرسمي له في تلك الجائزة. أما العام التالي 1975 فقد شهد توقف السباق قبل نهايته بـــ 11 لفة نتيجة عاصفة قوية وشهد الفوز الأخير لبطل العالم مرتين البرازيلي إيمرسون فيتبالدي على ساحة البطولة على الرغم من أنه استمر في المنافسات حتى موسم 1980.
جائزة عام 1977 كانت الأولى للكندي جيل فيلنوف وشارك فيها على متن مكلارين فورد حيث تمكن من إنهاء السباق بالمركز الحادي عشر. بينما كان سباق العام 1980 هو الأخير للفرنسي باتريك دو بالييه والذي فارق الحياة بعد ثلاثة أسابيع عندما كان يقوم ببعض الاختبارات على حلبة هوكنهايم الألمانية استعداداً لجائزة ألمانيا الكبرى. في الوقت الذي شكلت جائزة موسم 1986 نقطة النهاية لمسيرة فرنسي آخر هو جاك لافيتي والذي تعرض لحادث في اللفة الأولى على متن ليجييه-رينو كسرت على إثره قدميه الاثنتين وكان ذلك السباق هو الأخير للجائزة البريطانية على حلبة براندز هاتش حيث تحول في العام التالي إلى سيلفرستون حتى يومنا هذا.
في جائزة عام 1990 أصبح الإيطالي ريكاردو باتريزة أول متسابق يخوض 200 جائزة كبرى. بينما حقق البريطاني جوني هيربيرت فوزه الأول على ساحات الفورملا واحد من بوابة الجائزة البريطانية عام 1995.
على طرقات هذه الحلبة تعرض بطل العالم سبع مرات الألماني مايكل شوماخر لحادث عنيف عام 1999 على متن فيراري مما تسبب بكسر في ساقه وأبعده عن المنافسات أشهر عديدة تسببت في فقدانه الأمل بالمنافسة على البطولة. كذلك كانت جائزة 2002 مميزة بالنسبة لشوماخر مع تحقيقه الفوز رقم 60 في مسيرته، أما الحدث الأغرب فهو ذلك الذي شهته الحلبة عام 2003 مع نزول أحد المشجعين إلى أرض الحلبة وسيره في اتجاه معاكس تماما لسير السيارات وهي في سرعة تصل الى نحو 200 كلم في الساعة، مما دفع بالسائقين الى تخفيف سرعتهم ومحاولة تجنبه قبل أن تدخل سيارة الأمان مرة ثانية ويتولى عاملو الحلبة إخراجه، ليتبين فيما بعد بأنه الكاهن الايرلندي الناشط نيل هوران والذي حمل لافتة احتجاج كتب عليها: ( عودوا إلى الله وحده مخلصكم ).
في موسم 2004 حقق الألماني مايكل شوماخر في سيلفرستون فوزه الثمانين في البطولة كما تعرض سائق رينو الإيطالي يارنو تروللي لحادث مروع في اللفة 40 بعدما فقد السيطرة على سيارته في نهاية الخط المستقيم عند نقطة الانطلاق، فاصطدمت سيارته بعنف بحائط الامان وانقلبت أكثر من مرة، بيد أنه نجح في الخروج منها دون أي إصابة. أما العام التالي والذي شهد فوز الكولومبي خوان بابلو مونتويا بالجائزة البريطانية فقد غابت فيه مظاهر الاحتفالات عن منصة التتويج احتراماً لأرواح ضحايا اعتداءات لندن الشهيرة التي سبقت الحدث بأيام واسفرت عن سقوط 56 قتيلاً. وعلى هامش تلك الجائزة وخلال اجتماع رابطة سائقي الفورملا واحد أعلن بطل العالم السابق الكندي جاك فيلنوف استقالته من الرابطة على خلفية بقاء الألماني مايكل شوماخر في منصب الرئاسة، وكان الاجتماع قد عقد لبحث الخطأ الذي ارتكبه شوماخر خلال التجارب الرسمية لجائزة موناكو قبل أسبوعين بتوقفه عند منعطف "كاراكاس" في الثواني الاخيرة من فترة التجارب من دون سبب واضح، مما حرم ألونسو من انهاء لفته السريعة التي كانت ستضعه على خط الانطلاق الاول. واعتبر فيلنوف قبل الاجتماع أنه من المستحيل أن يستمر شوماخر في رئاسة رابطة السائقين بعد هذا التصرف غير الرياضي وقال: "إذا حاول أي منا أن يقنع الناس أنه لم يفعل ذلك عمداً فسيبدو غبياً ولا أتصور أي مبرر يمكنه أن يقنعنا".
مع نهاية جائزة موسم 2008 والتي شهدت الفوز الأول للبريطاني لويس هاميلتون بين جماهيره والسابع في مسيرته الاحترافية أصبحت صدارة الترتيب العام للسائقين مشتركة بين ثلاثة متسابقين وهم هاميلتون ورايكونن وماسا ولكل منهم 48 نقطة. بينما حملت جائزة عام 2009 الفوز الأول للألماني سيباستيان فيتيل على حلبة جافة حيث كان الفوز هو الثالث في مسيرته لكن الفوزين الأول والثاني جاءا في ظروف مناخية ماطرة.
عام 2010 وقبل السباق البريطاني طلب فريق ريد بل من الأسترالي مارك ويبر منح الجانح الأمامي في سيارته لزميله في الفريق سيباستيان فيتيل الأمر الذي أثار جدلاً اتهم فيه الفريق النمساوي بتفضيل فيتل على ويبر، وعلى الرغم من ذلك فقد تعرض فيتيل والذي انطلق من المركز الأول لثقب في الإطار في اللفة الأولى بعد احتكاكه مع هاميلتون الأمر الذي أرغمه على الدخول إلى خط الحظائر وعودته بالمركز الأخير لكن المفارقة الكبرى أن الفوز في تلك الجائزة ذهب في النهاية للأسترالي ويبر.
موسم 2012 شهد الفوز الثاني للأسترالي مارك ويبر على طرقات الحلبة البريطانية لكنه كان التاسع والأخير في مسيرته بعالم الفورملا واحد والتي انتهت مع نهاية الموسم التالي 2013، أما موسم 2014 فقد شهد فوز البريطاني لويس هاميلتون بسباق توقف في لفته الأولى بعلم أحمر بعد حادث تعرض له الفنلندي كيمي رايكونن وكان ذلك أول سباق يوقف بعلم أحمر في لفته الأولى منذ جائزة موناكو الكبرى موسم 2000 كما أن فوز هاميلتون صنف على أنه يأتي من مركز انطلاق سادس وهو أسوأ مركز انطلاقة بالنسبة له ينتهي بمنصة تتويج أولى حتى يومنا هذا.


Rate this posting:
{[['
'],['
']]}
Rate this posting: 

{[['
']]}

0 التعليقات :
إرسال تعليق