قراءة في تصنيف الـ"فيفا" للمنتخبات

ألمانيا تتنازل على الزعامة العالمية للأرجنتين والجزائر تثبت علو كعبها أفريقيا وعربياً.

عند كل رفع لستار تصنيف المنتخبات الذي يقوم بحياكة نسيجه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تختلف القراءات وتتعالى الأصوات الناقدة له والمؤيدة وأحياناً المستغربة.

في آخر ترتيب أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 9 يوليو/تموز 2015 شهد الجميع احتلال منتخب الأرجنتين المركز الأول عالمياً برصيد 1473 نقطة مُفتكاً للريادة والزعامة من ألمانيا المتوجة بكأس العالم التي أقيمت في البرازيل 2014 على حساب التانغو بهدف دون رد.

استغرب الجميع صعود منتخب التانغو للريادة العالمية رغم خسارته لنهائي "كوبا أميركا 2015" أمام صاحب الأرض منتخب تشيلي بركلات الترجيح 4-5 بعد انتهاء المواجهة بالتعادل السلبي.

بالمعطيات والأرقام بإمكاننا أن نفهم التطور النسبي لمنتخب الأرجنتين الذي في عام تقريباً خاض نهائيين من الحجم الثقيل رغم أنه خسرهما إلا أن رفاق ليونيل ميسي يقدمون عروضاً جيدة فبعد انتهاء عبق المونديال لعب المنتخب الأرجنتيني 14 مباراة بما فيها مواجهات كوبا أميركا فقد حقق خلالها 9 انتصارات و3 تعادلات وهزيمتين.

كان أكبر انتصار حققه المنتخب الأرجنتيني في موسم 2014-2015 على حساب المنتخب الألماني بأربعة أهداف لهدفين ولكن أثقل هزيمة تعرض لها كانت أمام البرازيل بهدفين دون.

وساعدت المواجهات التي لعبها المنتخب الأرجنتيني مع منتخبات كبيرة في صعوده لقمة الترتيب العالمي.

تراجع ألمانيا

مثل السقوط المفاجئ لمنتخب ألمانيا صدمة لدى البعض إلا أن الماكينات الألمانية وبعد ملحمة المونديال لم تخض العديد من المباريات الدولية فقد لعب الألمان 10 مباريات حققوا خلالها 5 انتصارات وتعادلين وهزيمتين.

ورغم أن المنتخب الألماني فاز بسباعية نظيفة على حساب جبل طارق إياباً وعلى نفس المنافس بأربعة أهداف دون رد في الذهاب إلا أن الفوز على مثل هذه المنتخبات لا يقدم لك نقاطاً في الترتيب العالمي الذي تراجع فيه بعد أن خسر أمام منافس مباشر هو المنتخب الأرجنتيني (2-4) ثم انهزم أمام بولندا بهدفين دون رد وخسارة قاسية كانت على يد المنتخب الأميركي بهدفين لواحد.

منتخبات عريقة في وضعية صعبة

تعاني عدّة منتخبات كبيرة في سلم ترتيب الفيفا بعد تقهقرها وتراجع نتائجها على غرار المنتخب البرازيلي، سادس، وإيطاليا، السابعة عشرة، والمنتخب الفرنسي (22) والتشيلي الحائزة على كوبا أميركا مؤخراً احتلت المركز 11 عالمياً والمنتخب الروسي (28) واليونان (44).

في المقابل، أحدث دخول منتخبا رومانيا وويلز نادي العشر الأوائل استغراباً كبيراً لدى النقاد.

لم يكن تواجد المنتخب الروماني في المركز الثامن من محض الصدفة خاصة وأن هذا المنتخب تطور كثيراً تحت قيادة المدرب أنجيل لوردانيسكو الذي خاض 10 مباريات في موسم 2014-2015 لم يذق فيها طعم الهزيمة (7 انتصارات و3 تعادلات).

ومن جهته، احتل منتخب ويلز المركز العاشر عالمياً بعد أن حقق نتائج رائعة في الموسم المنقضي بالفوز على بلجيكا بهدف دون رد في تصفيات يورو 2016 كما تعادل مع المنتخب البوسني سلبياً في ذات المسابقة.

خاض منتخب ويلز 6 مواجهات في موسم 2014-2015 حقق خلالها 4 انتصارات وتعادلين دون أن يعرف طعم الخسارة.

وضعية مقعدة في أوروبا

ستتجه الأنظار يوم 25 يوليو/تموز 2015 إلى مدينة سان بيطرزبورغ الروسية لمتابعة حيثيات قرعة تصفيات كأس العالم – روسيا 2018 للمنطقة الأوروبية وسيعتمد التصنيف الحالي للفيفا في عملية القرعة التي ستشهد تركيبة معقدة في المجموعة فمثلاً بإمكاننا أن نشاهد منتخبات ألمانيا وإيطاليا والسويد وتركيا وأرمينيا وجورجيا في مجموعة واحدة.

المستوى الأول: ألمانيا، بلجيكا، هولندا، البرتغال، رومانيا، إنكلترا، ويلز، إسبانيا، كرواتيا.

المستوى الثاني: سلوفاكيا، النمسا، إيطاليا، سويسرا، التشيك، فرنسا، إيسلندا، الدنمارك، البوسنة والهرسك.

المستوى الثالث: أوكرانيا، اسكتلندا، بولندا، المجر (هنغاريا)، السويد، ألبانيا، إيرلندا الشمالية، صربيا، اليونان.

المستوى الرابع: تركيا، سلوفينيا، إسرائيل، إيرلندا، النرويج، بلغاريا، جزر الفارو، مونتينيغرو، إستونيا.

المستوى الخامس: قبرص، ليتوانيا، أرمينيا، فنلندا، بلاروسيا، مقدونيا، أذربيجان، لاتفيا، مولدوفا.

المستوى السادس: كازاخستان، لوكسمبورغ، لينتنشتاين، جورجيا، مالطا، سانت مارين، أندورا.

الجزائر الأولى عربياً وإفريقيا

حافظ منتخب الجزائر على صدارة ترتيب المنتخبات العربية، الأول إفريقيا، باحتلاله المركز 19 عالمياً وجاء المنتخب التونسي في المركز الثاني عربياً (32 عالمياً) ثم المنتخب المصري ثالثاً (55 عالمياً) والإمارات (69 عالمياً) والمغرب (84 عالمياً) والعراق (86 عالمياً) والسودان (90 عالمياً) والأردن (92 عالمياً) والسعودية (92 عالمياً) وليبيا (96 عالمياً) وقطر (96 عالمياً).

وتجدر الإشارة إلى التراجع الرهيب للساموراي الياباني الذي احتل المركز الخمسين عالمياً والثاني في القارة الأسيوية بعد إيران (38 عالمياً).