وحوش التهديف يتربّصون بمملكة "ميسي – رونالدو"
وحوش التهديف يتربّصون بمملكة "ميسي – رونالدو"
27 - 09 - 2015
وحوش التهديف يتربّصون بمملكة "ميسي – رونالدو"
إن كان الهدف الأسمى لكل فرق أوروبا هو ملامسة لقب دوري الأبطال، فإنّ للهدّافين طموحاً آخر شخصياً لا يقلّ قيمة على الإنجاز الجماعي.
لقب هدّاف الأبطال يعني الكثير لكلّ مهاجم، ليس لقيمة الإنجاز فحسب، بل لكونه تفوّقاً ملفتاً على منافسة ثنائية رتيبة كرّست هيمنتها في الأعوام الأخيرة، وليس المقصود من الحديث سوى عملاقا الكرة العالمية، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
بداية الموسم الجديد، تؤكّد أنّ المنافسة ستكون مشتعلة في ظلّ حضور نخبة من ألمع نجوم الخط الأمامي على مستوى العالم، حيث سيكون شعار الجميع الإطاحة بأنانية "الدّون" و"البرغوث".
"CR 7".. يعلنها صراحة
على الرغم من بعض الانتقادات التي تدور حول موضوع عدم تسجيله للأهداف بشكل منتظم في بداية الموسم، فإنّ نجم ريال مدريد الأول، كريستيانو رونالدو، نجح في تقديم نفسه مبكراً كمتراهن جدّي على لقب هدّاف الأبطال لهذا الموسم، بعد توقيعه لثلاثة أهداف دفعة واحدة من جملة أربعة فاز بها "الملكي" على حساب ضيفه شاختار دونتسك الأوكراني.
ولكنّ الملاحظين يؤكّدون على أنّ موسم رونالدو استهلّ مضطرباً على غير العادة، ودليلهم على ذلك أنّ أهدافه الثمانية حتى الآن جاءت من خلال مباراتين فقط (5 في مرمى إسبانيول بالدوري، و3 في شاختار)، في حين أنّه لم يزر الشباك في 5 مباريات كاملة، كما أنّ معدله التهديفي سجّل تراجعاً مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي، رغم أنّه سجّل مؤخّراً أرقاماً قياسية بالجملة منها الهدّاف التاريخي لدوري أبطال أوروبا بـ80 هدفاً متفوّقاً بفارق 3 أهداف عن ملاحقه ميسي.
هل تؤخّر الإصابة قطار الـ"بولغا"؟
لئن أعلن "الدون كريستيانو" نواياه صراحة، فإنّ نجم برشلونة الأول فضّل التزام التريث، حيث لم يسجّل حضوره بعد على قائمة الهدّافين "قارياً"، وأمّا محلّياً فوقّع 3 أهداف في ست مراحل، وهي ما يعتبر أيضاً رقماً غير اعتيادي على ميسي "النّهم" هجومياً.
بدوره، نجم التانغو لم يسلم من بعض الانتقادات التي أدخلت الاضطراب على مردوده، والتي ركّزت خاصة على إضاعته لضربات الجزاء، حيث أهدر ركلتين هذا الموسم أمام كل من أتليتك بيلباو في الجولة الافتتاحية وليفانتي في الجولة الرابعة من الليغا.
ولكن السؤال الأهم الذي ينتظر البرصا إجابة عنه، كيف ستكون عودة ميسي من الإصابة بتمزّق في أربطة الركبة في مباراة لاس بالماس والتي ستغيّبه حوالي شهرين عن الملاعب؟
كما أنّ إصابة ميسي وإضاعته لبعض المباريات أوروبياً، قد يسمح للبرازيلي نيمار بربح بعض الأهداف التي قد تخدمه في الصراع لاحقاً، خصوصاً أنّ نجم السيليسون يعدّ تهديداً حقيقياً لهيمنة ميسي ورونالدو، وهو الذي تصدّر ترتيب الهدّافين في الموسم الماضي بـ 10 أهداف، مشاركة مع ليو وكريستيانو، كما أنّ الأوروغوياني لويس سواريز بدوره أمام فرصة ثمينة لبداية الموسم الأوروبي بقوة وهو الذي أنهى الموسم الماضي خامس الترتيب بـ7 أهداف رغم التحاقه بتشكيل البلاوغرانا متأخّراً بسبب العقوبة المسلطة عليه من الفيفا.
ليفاندوفسكي وكافاني.. أقربهم
هما الأقرب لمنافسة ميسي ورونالدو لأسباب عديدة، يبقى أبرزها بالنسبة لكليهما الثبات على المردود منذ بداية الموسم، فالمهاجم البافاري المرعب، الذي ينتظر تدشين رصيده أوروبياً، وقّع 10 أهداف كاملة في 6 مباريات لحساب البوندسليغا، منها خماسية كاملة ببصمته في مرمى فولفسبورغ أدخلته تاريخ كرة القدم الأوروبية من أوسع الأبواب، بعد أن سجّلها في أقل من 9 دقائق.
أمّا القناص الباريسي، فيمرّ بفترة زاهية للغاية، كيف لا وهو الهداف الأول لفريق المدرب لوران بلان بـ7 أهداف في 9 مباريات فقط خاضها حتى الآن على المستويين المحلي والقاري، كما أنّ كافاني يعيش حالة معنوية قصوى تترجمها فاعليته على حساب نجم الفريق وزميله السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش "المتراجع".
غريزمان.. شهية مبكرة
يخطو النجم الفرنسي الواعد، أنطوان غريزمان، خطوات ثابتة على درب أفضل مهاجمي العالم، حيث ما تزال أسهمه في تصاعد واضح منذ الموسم الماضي.
فتى "روخي بلانكوس" الأشقر، استهلّ الموسم بشهية مفتوحة ووقّع 3 أهداف محلياً وثنائية أوروبية مهمّة للغاية أهدت الفوز لأتليتيكو من ملعب غلطة سراي الصعب، ويبدو أنّ مهاجم "الديوك" عازم على المنافسة بقوة ليخطف الأنظار في الصيف القادم، عندما تستقبل بلاده منافسات اليورو على أرضها.
ماندزوكيتش ودييغو كوستا.. ثورة هادئة
الثورة الهادئة.. هو شعار يرفعه الثنائي ماريو ماندزوكيتش ودييغو كوستا، فالبداية لم تكن "انفجارية"، ورغم ذلك فإنّها تنبئ بأنّ قطار كليهما قادم بقوة لا سيما مع اكتساب الثقة والثبات في الأداء.
قلب هجوم يوفنتوس الذي سيتغيب لمدة 3 أسابيع بسبب إصابته بتمزّق عضلي، لم يسجّل في الكالتشيو، ولكنّه وضع بصمة واضحة على مواجهة مانشستر سيتي في ملعب "الاتحاد" التي انتهت لمصلحة بطل "سيري أ" (2-1).
أمّا مهاجم البلوز، فلم تكن بدايته أيضاً ملفتة، حيث وقّع هدفاً واحداً في 7 مراحل من عمر الـ"بريميرليغ"، بيد أنّه سجّل اسمه منذ البداية في معترك الأبطال، بتدوينه هدفاً رائعاً في مرمى مكابي تل أبيب الذي تفوّق عليه فريق مورينيو (4-0).
مارسيال.. المفاجأة
نجم الشياطين الحمر القادم بقوة على الساحة الأوروبية، قد يمثل المفاجأة غير المرتقبة هذا الموسم، خاصة إذا ما نجح فريق الهولندي لويس فان غال في المضي قدماً من مجموعته الثانية وبلوغ أدوار متقدمة.
مارسيال القادم من صفوف موناكو بما يقارب الـ80 مليون يورو في الساعات الأخيرة من الميركاتو، عبّر عن قيمته من خلال تدوينه 3 أهداف في 3 مواجهات لعبها بقميص مان يونايتد في الدوري الإنكليزي حتى الآن، وهي حصيلة ستحفّزه حتماً للتوهّج أوروبياً في قادم المباريات.
نخبة أخرى تترقّب الإقلاع
نخب الهجوم في أوروبا كثيرة، غير أنّ حظوظ المنافسة على لقب الهدّاف ليست يسيرة على الجميع، ومن بعض العناصر التي قد تعاني في المنافسة على هذا اللقب الشرفي لسبب أو لآخر، قد يتعلّق بالاضطهاد مثلاً، يمكن أن نذكر الفرنسي كريم بنزيمة الذي سيكون مغطّى بعباءة رونالدو الذي يستحوذ على الفرص الأكبر، إضافة نجم مانشستر سيتي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الذي قد يذهب ضحية لنحس ناديه مع مسابقة الأبطال.
كما أنّه يوجد بعض الأسماء التي سجّلت حضورها بقوة في الجولة الافتتاحية وقد تؤجّج صراع التهديف أكثر، ومنهم أصحاب الثنائيات، التركي هاكان تشالهانوغلو (باير ليفركوزن الألماني) وتوماس مولر (بايرن ميونيخ الألماني) والبرازيلي هالك (زينيت سان بترسبورغ الروسي) والكاميروني فانسان أبوبكر (بورتو البرتغالي).
يمكن استمالة فكرة أنّ المنافسة ستكون شديدة إلى حدود نهاية دور المجموعات حيث ستكون المباريات "مفتوحة" هجومياً بعض الشيء، قبل أن يُضيَّق الخناق على الهدّافين الأفذاذ وحينها يعرف الغث من السمين.


Rate this posting:
{[['
'],['
']]}
Rate this posting: 

{[['
']]}

0 التعليقات :
إرسال تعليق