الأسباب الحقيقية لأزمة ريال مدريد
الأسباب الحقيقية لأزمة ريال مدريد
الأسباب الحقيقية لأزمة ريال مدريد
23 نوفمبر 2015
أدّت الخسارة المذلة التي تعرّض لها النادي الملكي أمام الغريم برشلونة برباعية نظيفة إلى دخول الفريق في أزمة قد تعصف بالجميع في النادي، في مقدمتهم المدرب رافاييل بينيتيز والرئيس فلورنتينو بيريز.
أزمة ريال مدريد التي خلّفتها رباعية "سانتياغو برنابيو" جاءت لتكشف بعض عورات النادي الملكي المتوّج بالعاشرة قبل عام ونصف من الآن، لكنها لم تكن لتظهر لولا الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الإدارة برئاسة فلورنتينو بيريز الذي فعل كل شيء لتدمير صرح بناه بنفسه.
أخطاء في التعاقدات
بعد السداسية التي فاز بها برشلونة عام 2009، تحرّك فلورنتينو بيريز لإعادة النادي الملكي إلى الواجهة مجدّداً من خلال ممارسة هواية جمع النجوم، فقام بجلب الفرنسي كريم بنزيمة من ليون ومن بعده البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد والبرازيلي ريكاردو كاكا من ميلان الإيطالي ثم تبعهم العديد من النجوم بعد كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا كالألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا من بنفيكا البرتغالي.
في صيف العام 2010 تعاقد ريال مدريد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي تمكّن من تحقيق لقب كأس الملك في أول موسم له مع النادي ثم استطاع الفوز بالدوري في الموسم التالي، كما أعاد الفريق إلى الطريق الصحيح في مسابقة دوري أبطال أوروبا وتجاوز عقدة الدور ثمن النهائي وسجل حضور في الدور نصف النهائي في 3 مواسم متتالية، قبل أن ينتهي مشوار الداهية البرتغالي مع النادي الملكي بعد أن توترت العلاقة مع بعض نجوم الفريق، إضافة إلى فشله في الفوز بالعاشرة.
بإمكاننا تقسيم ولاية فلورنتينو بيريز إلى فترتين، الأولى استجابة مطلقة لطلبات المدربين خاصة مورينيو "المهيب"، والثانية تدخل متواصل في هيكلة النادي من الناحية الرياضية.
منذ استلام المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي للمقاليد الفنية للنادي الملكي، عاد فلورنتينو بيريز لممارسة هوايته المتمثلة في بيع وشراء النجوم، حتى وإن أضرت هذه العملية بالفريق، فبوصول أنشيلوتي إلى البيت الأبيض قام بيريز ومن دون مبرّر ببيع الألماني المتألق مسعود أوزيل وسط صمت فني من المدرب الإيطالي ورفض معلن من الجماهير التي لم تفهم هذه الخطوة.
بعد أوزيل جاءت مقصلة بيريز على لاعب مهم آخر في النادي، وهو الأرجنتيني أنخيل دي ماريا الذي ساهم بقوة في فوز الفريق باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، فأعيد مشهد الصمت المحيّر من أنشيلوتي الراغب في مجاراة رئيسه، والرفض المعلن من عشاق "الميرينغي" المتيمين بالقلعة البيضاء.
عملية التخلي عن أوزيل ومن بعده دي ماريا دون أي مبررات فنية، قابلتها تعاقدات أقل أهمية من الناحية الفنية وأكثر مردودية من الناحية التجارية، فخميس رودريغيز وبالرغم من إماكانته الفنية الرائعة لم يثبت أنه أفضل من مسعود أوزيل والأمر الإيجابي الوحيد في التعاقد معه هو المردودية التجارية لصاحب أفضل هدف في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
أما التعاقد مع الويلزي غاريث بايل صاحب الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم، فلم تكن له مبرراته الفنية في ظل وجود دي ماريا المتألق وصاحب السمعة الطيبة داخل الفريق ولدى الجماهير، لكن سياسة فلورنتينو بيريز لا تخضع إلا للمقاييس التجارية في المقام الأول، والكل يعلم المداخيل التي جناها ريال مدريد من وراء التعاقد مع هذا اللاعب الذي لم يقدم شيء باستثناء هدفه التاريخي في نهائي كأس الملك عام 2014 أمام برشلونة.
الخطأ الأكبر
لم يجد عشاق ريال مدريد إلى حد الآن إجابة على سؤال محير، وهو، لماذا أقيل كارلو أنشيلوتي من تدريب الفريق؟، لكن بعض الصحف الإسبانية كشفت جوانب خفية من إقالة المدرب الإيطالي الذي حقّق 4 ألقاب خلال أول موسم مع الملكي (كأس الملك وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وخاصة دوري أبطال أوروبا)، إذ تطرقت الصحافة الإسبانية إلى وجود بعض التجاذبات بين الرئيس والمدرب المحبوب، وتحديداً من خلال تدخل فلورنتينو بيريز في فرض اسمة غاريث بايل على أنشيلوتي الذي لم يكن مقتنعاً تماماً بالنجم الويلزي، وهذا الأمر أثبته بينيتيز هذا الموسم، حيث حاول رافا كسب رضاء الرئيس بمعاملة خاصة مع بايل وتأكيدات متتالية على أهميته في الفريق.
رغم فوزه بأربعة ألقاب وخضوعه لرغبات الرئيس في التفريط بأوزيل ودي ماريا وتشابي ألونسو دون رضاه، لم يسلم أنشيلوتي من غطرسة الرجل الأول في البيت الملكي وكانت النتيجة إقالة قريبة إلى الطرد التعسفي بعيدة عن المنطق الكروي.
بينيتيز ضحية سياسة خاطئة
عانى ريال مدريد كثيراً لإصلاح خطأ فلورنتينو بيريز حين فرّط في الفرنسي كلود ماكيليلي، وعانى أيضاً لإيجاد بديل لشنايدر وأريين روبن، وفي كل مرة يتحمل المدرب الجديد أخطاء إدارية تفرضها سلطة مطلقة لبيريز الذي يبحث عن المال قبل الألقاب.
أزمة ريال مدريد لا يمكن إلقاؤها على طرف آخر باستثناء فلورنتينو بيريز، والأَوْلى به أن يبدأ عملية نقد ذاتي عوض البحث عن ضحية جديدة قد تكون هذه المرة رافاييل بينيتيز الذي بات خروجه أقرب من بقائه في مدريد بسبب الأجواء المتوترة داخل غرف تبديل الملابس، فالوحيد الذي لا يقلقه وجود رافا هو غاريث بايل المدلل لدى الرئيس.
إضافة إلى كل هذه الأخطاء قام بيريز بالتفريط في الحارس والقائد الأسطوري إيكر كاسياس، الذي كان الضامن الوحيد لاستقرار غرف الملابس بفضل سلطته المعنوية التي يملكها على كل نجوم الفريق. وكان وجوده مع بينيتيز سيساعد كثيراً على تهدئة الأمور.
من وجهة نظر شخصية، لا يمكن إلقاء اللوم على أحد في ريال مدريد باستثناء الرئيس، الذي لم يعمل بالمثل الفرنسي القائل "لا نغيّر فريقاً رابحاً" وكانت النتيجة تقهقراً تدريجياً بعد الوصول إلى أقصى درجات التألق الرياضي.
Rate this posting:
{[[''],['']]}
Rate this posting: {[['']]}
0 التعليقات :
إرسال تعليق